الأحد، 7 نوفمبر 2010

فضل عشر ذي الحجة والعمل الصالح فيها


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أولا: فضل عشر ذي الحجة
[1] قال تعالى: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍِ } [ الفجر: 1-2 ]. ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس قوله: هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة.

[2] وقال تعالى: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } [ الحج: 28 ]. نقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله في هذه الأيام أنها: أَيَّامُ الْعَشْرِ.

[3] وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل أيام الدنيا أيام العشر. [ صحيح / صحيح الجامع الصغير، (1133) ].

شرح وتعليق:

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 2/534 ): والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه, وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج, ولا يتأتى ذلك في غيره.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ( مجموع فتاوى ابن تيمية، 25/154 ) عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.

وقال ابن القيم الجوزية ( بدائع الفوائد، 3/660 ): وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة. وفيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية. وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الأحياء التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر. فمن أجاب بغير هذا التفصيل، لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة.

 

ثانيا: الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة:

[4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا: وََلا الْجِهَادُ، قَالَ: وََلا الْجِهَادُ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ. [ صحيح البخاري، (969) ]. إلا: أي إلا جهاد رجل ...

وفي رواية الترمذي وأبي داود: وعَنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. [ صحيح / صحيح سنن الترمذي، (757)؛ صحيح سنن أبي داود، (2438)؛ صحيح سنن ابن ماجه (1753). ولتمام الفائدة، انظر جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، (6863) ].

[5] وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وََلا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ اْلأضْحَى، قِيلَ: وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. قَالَ ( أي: راوي الحديث ): وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. [ حسن / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، (1148) ].

[6] وعنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل فيهن أفضل من عشر ذي الحجة. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا من عقر جواده وأهريق دمه. [ صحيح / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، (1149/2) ].

[7] وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل أيام الدنيا العشر – يعني: عشر ذي الحجة. قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفر وجهه بالتراب ... الحديث. [ صحيح / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، (1150/3) ].

[8] وعنه رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة. قال: فقال رجل: يا رسول الله! هي أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله؟ فقال: هي أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله، إلا عفيرا يعفر وجهه في التراب ... الحديث. [ صحيح / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، (1150/3) ].

شرح الأحاديث:

قال ابن حجر ( فتح الباري، 2/533 ) وفي الحديث تعظيم قدر الجهاد وتفاوت درجاته وأن الغاية القصوى فيه بذل النفس لله، وفيه تفضيل بعض الأزمنة على بعض، كالأمكنة، وفضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة، وتظهر فائدة ذلك فيمن نذر الصيام أو علق عملاً من الأعمال بأفضل الأيام، فلو أفرد يوماً منها تعين يوم عرفة، لأنه على الصحيح أفضل أيام العشر المذكور، فإن أراد أفضل أيام الأسبوع تعين يوم الجمعة، جمعاً بين حديث الباب وبين حديث أبي هريرة مرفوعاً: " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة " [ صحيح مسلم، (17/854) و(18/854) ]، أشار إلى ذلك كله النووي في شرحه.

وقال ابن رجب الحنبلي ( لطائف المعارف، 520-521 ): وقد دلت هذه الأحاديث على أن العمل في أيام ذي الحجة أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده ... ولهذا قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: " ولا الجهاد في سبيل الله "، ثم استثنى جهاداً واحداً هو أفضل الجهاد ... ( فعن جابر رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ قال: أن يعقر جوادك ويهراق دمك. [ صحيح / صحيح ابن حبان، 4639 ] ) ... فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر ... و أما بقية أنواع الجهاد فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منها. أ.هـ. ومن الأعمال المستحبة في هذه الأيام:

* الصيام: قال ابن رجب الحنبلي ( لطائف المعارف، 522 ): وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ويقول أكثر العلماء أو كثير منهم بفضل صيام هذه الأيام. ولا يعترض على هذا بما روته عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ. [ صحيح مسلم، (9/1176) ]. وقد قال الإمام النووي في تفسيره لهذا الحديث ( شرح صحيح مسلم، 4/328 ): إن هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا: الأيام التسعة من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابا شديدا، لاسيما التاسع منها، وهو يوم عرفة ... ( والأحاديث الصحيحة السابقة تؤكد على اختصاص هذه الأيام بفضل العمل الصالح، فبذلك ) ... يتأول قولها: لم يصم العشر، أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائما فيه، أ.هـ.، أو لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته، كما جاء في الصحيحين، من حديث عائشة أيضا، قاله ابن حجر في الفتح ( 2/534 )، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر. وعقّب ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف ( 523 ) بقوله: وكان ابن سيرين يكره أن يقال: صام العشر لأنه يوهم دخول يوم النحر فيه، وإنما يقال: صام التسع، ولكن الصيام إذا أضيف إلى العشر فالمراد صيام ما يجوز صومه منه.

* قيام الليل: قال ابن رجب الحنبلي ( لطائف المعارف، 524 ): وأما قيام ليالي العشر فمستحب. وورد إجابة الدعاء فيها. واستحبه الشافعي وغيره من العلماء. وكان سعيد بن جبير، وهو الذي روى الحديث [4] عن ابن عباس رضي الله عنهما، إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال: " لا تطفئوا سرُجُكم ليالي العشر "، تعجبه العبادة.

* ذكر الله: قال ابن رجب الحنبلي ( لطائف المعارف، 524 ): وأما استحباب الإكثار من الذكر فيها فقد دل عليه قول الله عز وجل: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } [ الحج: 28 ]. فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء. وروى البخاري في صحيحه: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. وروى أيضا: وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى، فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ اْلأَسْوَاقِ، حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ اْلأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ، وَعَلَى فِرَاشِهِ، وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ اْلأَيَّامَ جَمِيعًا. وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ. وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تُنسى حتى من أهل الصلاح والخير.

* التوبة إلى الله: فعلينا استقبال هذه الأيام بأن نبرأ إلى الله تعالى من كل معصية كنا نعملها، والإقلاع عن كل ما نهى تعالى عنه. فإن الذنوب تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب القلب عن معرفة الله.

* تجديد النية باغتنام هذه الأيام بما يرضي الله: فحري بالمسلم استقبال مواسم الخير عامة بالعزم الأكيد على اغتنامها بما يرضي الله تعالى. فلنحرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت فلا ينفع الندم حينئذ.

* هذا بالإضافة إلى الأعمال الفاضلة الثابتة الأخرى، مثل الحرص على الصلاة في جماعة، والحرص على الوقوف في الصف الأول في الجماعة، والحرص على الإكثار من الصدقة، والإكثار من قراءة القرآن، والإكثار من الدعاء في هذه الأيام.

ثالثا: الترغيب في صوم يوم عرفة

[9] عَنْ أَبِي قَتَادَةَ اْلأنْصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ. [ صحيح مسلم، (196/1162)؛ وصحيح سنن الترمذي، (749)؛ وصحيح سنن ابن ماجه (1756). وانظر جامع الأصول، (4463) ].

[10] وعَنْه رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم َسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ. [ صحيح مسلم، (197/1162) ].

[11] وعَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ سَنَةٌ أَمَامَهُ وَسَنَةٌ بَعْدَهُ. [ صحيح سنن ابن ماجه، (1757) ].

شرح الأحاديث:

قال النووي ( شرح صحيح مسلم، 4/308 ): معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، وهذا يشبه تكفير الخطايا بالوضوء، فإن لم تكن هناك صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجات. وقال الملا علي القاري ( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 4/474 ): قال إمام الحرمين: المكفر الصغائر. وقال القاضي عياض: وهو مذهب أهل السنة والجماعة, وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة، أو رحمة الله. وقال المباركفوري ( تحفة الأحوذي، 3/171-172 ): فإن قيل: كيف يكون أن يكفر السنة التي بعده مع أنه ليس للرجل ذنب في تلك السنة. قيل: معناه أن يحفظه الله تعالى من الذنوب فيها, وقيل: أن يعطيه من الرحمة والثواب قدرا يكون ككفارة السنة الماضية والسنة القابلة إذا جاءت واتفقت له ذنوب.

 

رابعا: فضل يوم النحر

[12] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ. [ صحيح / صحيح سنن أبي داود، (1765)؛ وصحيح الجامع الصغير (1064) ] .

شرح الحديث:

قال الألباني ( صحيح الجامع الصغير، 1/242 ): يوم القر: هو الغد من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، لأن الناس يقرون فيه بمنى، أي يسكنون ويقيمون.
 
:

منقول للفائدة 
كتبه
محمد حسن يوسف
نقلا عن موقع صيد الفوائد
 
في أمان الله

الخميس، 14 أكتوبر 2010

انطلاقة جديدة نحو طلب العلم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنوات مضت
وأن أتعلل بقلة الوقت لطلب العلم
رغم أنني أتمنى أن أتقدم فيه خطوات
إلى الأمام
لكن
الأمنيات شيء والتطبيق شيء آخر
::

ومن خلال وقفتي مع نفسي
ومراجعتي للأيام الخوالي التي أضعتُ
والسنوات التي أهدرتُها هباءا منثورا دون أن أتقدم خطوة واحدة
على سلم طلب العلم
أيقنتُ تماما
بأن طلب العلم يحتاج إلى صبر وجلَد وإرادة صلبة
وقبل هذا وذاك
يحتاج الإخلاص لله عز وجل
والتوكل عليه
والتزام نهج واضح يومي وتنظيم الأوقات
للوصول إلى المبتغى
فالعلم
يؤخذ قطرة قطرة مع مرور الأيام والليالي
ولا يؤخذ جملة
" فمن رام العلم جملة ؛ ذهب عنه جملة "
::
ففي أيام مضت
أتيحت لي فرصة الإنضمام في حلقة لتعلم علم النحو
مع شيخ فاضل سبق وأن تتلمذتُ على يديه
ودرسني القرآن الكريم وأحكام التجويد
لكنه غير المسجد الذي يدرس به
فلم أكمل معه
لكن
عندما سمعتُ أنه يعطي علم النحو
وهو العلم الذي أحبه منذ سنوات الإبتدائي والإعدادي
قررتُ أن أحضر معه
خاصة أن الدورة كانت ليوم واحد في الأسبوع
وأكثر من صديق قال لي
ما فائدة التعب والذهاب لمسجد بعيد من أجل يوم واحد
لكن
أسبوع بعد أسبوع
ومع توالي الدروس وجدتُ الإستفادة الكبيرة
وتعلمتُ الكثر الكثير
ومن حينها
وأنا على يقين تامٍّ أن العلم لا يأتي إلا قطرة قطرة
وبتجميع القليل في كل مرة
حتما
ستصل إلى التحصيل الذى ترغب فيه
::
هذا النهج
الذي سأحرص على تطبيقه
رغم أنني ربما تأخرتُ جدا جدا
لكن
أن تصل متأخرا خير من أن تصل أبدا
::
سأبدأ
بعون الله سبحانه وتعالى
بالاستمرار في حفظ كتاب الله ومراجعته
وأيضا
سأخصص ساعة أسبوعيا لعلم التفسير
وسيكون كتاب
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
" تفسير السعدي "
هو مقصدي في ذلك
وبذات الطريقة سيكون لي ساعة في يوم في الأسبوع مخصصة
لدراسة علم الحديث
وسأبدأ بعونه تعالى بكتاب الأربعون النووية
حفظا للأحاديث واطلاعا على شروح هذه الأحاديث
::
أسأل الله أن يوفقني
فيما عزمتُ عليه
والأهم
أن يرزقني الإخلاص لله عز وجل والعمل بما سأتعلم
اللهم آمين



الخميس، 9 سبتمبر 2010

كل عام وأنتم بخير


بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
أنهيء الجميع
وأقول
تقبل الله منا ومنكم
وغفر الله لنا ولكن وكل عام وأنتم إلى الله أقرب
وعيدكم مبارك

أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية جمعاء
بالخير واليمن والبركات
::

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

الأربعون النووية .. تمهيد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طلب العلم الشرعي
من الأمور المهمة التي يجب أن يحرص عليها المسلم
ليتفقه في دينه ويزداد معرفة
ليعبد الله على بصيرة
وطلب العلم من أجَلِّ الأعمال التي يقوم بها المسلم
وفيه أجر كبير وثواب عظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة
وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع )
حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب

فعلينا جميعا أن نغتنم اللحظات
في طلب العالم النافع الذي يعود علينا بالفائدة في الدنيا والآخرة

وطلب العلم
لابد وأن يكون رويدا رويدا
بحيث يتدرج فيه طالب العلم بدأ بالكتب اليسيرة
ومن ثم يتدرج نحو ما هو أصعب
ليؤسس لنفسه أساسا ثابتا يمكنه التأسيس عليه

ولعل من أنفع كتب الحديث وأيسرها
والذي ينصح أهل العلم لمن يريد التدرج في علم الحديث
كتاب
( الأربعون النووية )
للإمام النووي رحمه الله تعالى
والذي اختار فيه اثنين وأربعين حديثا على أنها جوامع الكلم
تدور عليها أمور الدين
فمنها ما يتصل بالإخلاص ومنها ما يتعلق بأركان الإسلام
وبيان الحلال والحرام والآداب العامة
ومختلف قواعد الشريعة
لذا
فالفائدة كل الفائدة
بالعناية بحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية
وقراءة شرحها وفهمها فهما جيدا
لنؤسس لأنفسنا أساسا جيدا من أحاديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يمكن أن نبني عليه لنحفظ سنة نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم
والأهم طبعا
العمل بما نتعلم من هذه الأحاديث

أسأل الله أن يوفقني وإياكم لحفظ أحاديث رسول الله
وأن يجعلنا ممن ينقلون سنة نبينا للآخرين
لنساهم في نصرة هذا الدين
وأسأله تعالى
أن يوفقنا للعمل بما نعلم
وأن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

تحميل "مصحف الجماهيرية"


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لحفظ القرآن
أثر كبير في حياة الإنسان المسلم
فحامل القرآن
أي من حفظه عن ظهر قلب
فقد نال خيريْ الدنيا والآخرة
خاصة
إذا قام به أناء الليل وأطراف النهار
وطبق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
 
فهذه دعوة مني لكل من يقرأ كلماتي هذه
أن يحرص على حفظ كتاب الله
ويضع هذا الحلم الكبير العظيم
ضمن أولويات
أحلامه
 
وهناك العديد من الأسباب المعينة على الحفظ
والتي لن أخوض فيها الآن
ولكن
سأذكر إحداها وهو
تثبيت مصحف واحد للحفظ
فهذا يساعد على التثبيت والمراجعة واستحضار ما تمّ حفظه
فالذي يحفظ ويراجع من مصحف له نفس مواضع الآيات
ونفس ترتيب الصفحات
لا شك أن هذا أيسر لتثبيت الحفظ وصعوبة نسيانه
 
وبما أنني أقرأ برواية قالون
وهي الرواية الأكثر انتشارا في ليبيا مع رواية حفص
فأنا أفضل القراءة من مصحف الجماهيرية
برواية قالون عن نافع
 
ومن خلال تجولي عبر النت
وجدتُ أن هناك من قام مشكورا بتحميل مصحف الجماهيرية على شبكة المعلومات الدولية
فقد كان هذا نافعا جدا لي
فأحببتُ أن أشارككم بهذه الروابط
 
رابط آخر من موقع megaupload
 أسأل الله عز وجل
أن يوفقني وإياكم لحفظ كتابه
وتدبره والعمل به
اللهم آمين


الأحد، 22 أغسطس 2010

شهر رمضان .. شهر القرآن


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :

نحن الآن في شهر فضيل مبارك
فضَّله الله عز وجل عن باقي شهور السنة
فيه تُصَفد الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتُضاعف الحسنات وتُغفر الذنوب
فيه ليلة خير من ألف شهر
من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه
وفيه أنزلَ القرآن الكريم
قال تعالى :
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدىً لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ))
وقال عز وجل :
(( إِنَّا أَنزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ))

فشهر رمضان هو شهر القرآن
فيه أنزل
وفيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل
فكان يدارسه القرآن كل ليلة
ففي الصحيحين عن ابن عباس قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان
حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن
فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير
من الريح المرسلة
لذا فقد حرص الصحابة رضوان الله عليهم
ومن بعدهم سلفنا الصالح رحمهم الله على تلاوة القرآن وختمه في هذا الشهر المبارك
فهذا قتادة رضي الله عنه كان يختم القرآن في كل سبع ليال
فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة
فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة
وهذا الإمام الشافعي رحمه الله كان يختم في شهر رمضان ستين ختمة
وهذا الإمام مالك رحمه الله
كان إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف
وكان سفيان الثوري رحمه
إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن
فالمتأمل في حال سلف هذه الأمة
يدرك حرصهم الشديد على قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك
ومدارسته
كيف لا وقد علموا فضل وثواب تلاوة كتاب الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض )
وقال صلى الله عليه وسلم
( أوصيك بتقوى الله تعالى فإنه رأس كل شيء وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام
وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض )

فعلينا إخوتي أخواتي
أن نشمر عن سواعدنا في هذا الشهر
وأن نتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار وأن نغتنم هذا الشهر المبارك
ونستفيد من أوقاتنا فيه
فالعمر لحظات والأيام تمر مر السحاب
ومن يدري
فإن كنا أدركنا رمضان هذا السنة ربما لا ندركه السنة القادمة
فبادروا إلى تلاوة القرآن
ليس فقط بالقراءة بل بالمدراسة والتدبر وفهم معانيه

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم
وتقبل الله صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا
اللهم آمين



الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

ماذا قدمتُ للإسلام؟؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله
نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
فعندما وقفتُ قبل بداية رمضان بيوم مع نفسي
وسألتها
ماذا قدمتِ يا نفسي للإسلام؟
فلم أجد حقيقة أي إجابة
فقط ما كان بوسعي إلا أن أطأطأ رأسي خجلا
على تقصيري تُجاه ديني
الإسلام
فصممتُ على أن يكون هذا الشهر المبارك الكريم
"شهر رمضان"
بداية للتغيير والإنطلاق نحو البذل والعطاء
لنصرة ديننا الإسلامي الحنيف قدر ما أستطيع
بالكلمة الطيبة
وعمل الخير لمن أعرف ومن لا أعرف
وصلة الأقارب والأرحام
ومحاولة التعلم أكثر وقراءة الكتب الإسلامية النافعة
ونشر وتطبيق ما أعلم وما سأتعلم عن الإسلام
عبر كل الوسائل المتاحة
سواء في الوسط المحيط بي أو حتى من خلال شبكة المعلومات الدولية
الإنترنت
لذا
خطر ببالي إنشاء هذه المدونة
لأحاول من خلالها
تطبيق هذه الأفكار عمليا عبر نشر كل ما يفيد
لعلي أكون سببا في هداية أحدهم
فمن يدري
فرسولنا الكريم أمرنا أن لا نحقر من المعروف شيئا
وأسأل الله أن يعينني على ذلك
وأن تكون كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
وأسأله عز وجل
أن يتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا
اللهم آمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه
أجمعين

كتبه
أخوكم وسام



تعريب وتطوير حسن