الأحد، 22 أغسطس 2010

شهر رمضان .. شهر القرآن


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :

نحن الآن في شهر فضيل مبارك
فضَّله الله عز وجل عن باقي شهور السنة
فيه تُصَفد الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتُضاعف الحسنات وتُغفر الذنوب
فيه ليلة خير من ألف شهر
من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه
وفيه أنزلَ القرآن الكريم
قال تعالى :
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدىً لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ))
وقال عز وجل :
(( إِنَّا أَنزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ))

فشهر رمضان هو شهر القرآن
فيه أنزل
وفيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل
فكان يدارسه القرآن كل ليلة
ففي الصحيحين عن ابن عباس قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان
حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن
فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير
من الريح المرسلة
لذا فقد حرص الصحابة رضوان الله عليهم
ومن بعدهم سلفنا الصالح رحمهم الله على تلاوة القرآن وختمه في هذا الشهر المبارك
فهذا قتادة رضي الله عنه كان يختم القرآن في كل سبع ليال
فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة
فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة
وهذا الإمام الشافعي رحمه الله كان يختم في شهر رمضان ستين ختمة
وهذا الإمام مالك رحمه الله
كان إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف
وكان سفيان الثوري رحمه
إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن
فالمتأمل في حال سلف هذه الأمة
يدرك حرصهم الشديد على قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك
ومدارسته
كيف لا وقد علموا فضل وثواب تلاوة كتاب الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض )
وقال صلى الله عليه وسلم
( أوصيك بتقوى الله تعالى فإنه رأس كل شيء وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام
وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض )

فعلينا إخوتي أخواتي
أن نشمر عن سواعدنا في هذا الشهر
وأن نتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار وأن نغتنم هذا الشهر المبارك
ونستفيد من أوقاتنا فيه
فالعمر لحظات والأيام تمر مر السحاب
ومن يدري
فإن كنا أدركنا رمضان هذا السنة ربما لا ندركه السنة القادمة
فبادروا إلى تلاوة القرآن
ليس فقط بالقراءة بل بالمدراسة والتدبر وفهم معانيه

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم
وتقبل الله صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا
اللهم آمين



0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعريب وتطوير حسن